معنى قوله تعالى ولا ينفعكم نصحي إن أردت أن أنصح لكم

المنتقى من فتاوى الفوزان ، الجزء : 2 عدد الزيارات: 15853 طباعة المقال أرسل لصديق

 ما المقصود بقوله تعالى في سورة هود‏:‏ ‏{‏وَلاَ يَنفَعُكُمْ نُصْحِي إِنْ أَرَدتُّ أَنْ أَنصَحَ لَكُمْ إِن كَانَ اللَّهُ يُرِيدُ أَن يُغْوِيَكُمْ‏}‏ ‏[‏سورة هود‏:‏ آية 34‏]‏‏؟

‏ يقول نوح عليه السلام لقومه‏:‏ إن كان الله سبحانه وتعالى أراد إضلالكم ودماركم بسبب كفركم وإعراضكم فلا راد لقضائه‏.
‏ قال الشيخ عبد الرحمن بن سعدي في ‏"‏تفسيره‏"‏‏:‏ أي إن إرادة الله غالبة‏.
‏ فإنه إذا أراد أن يغويكم لردكم الحق فلو حرصت غاية مجهودي ونصحت لكم أتم النصح - وهو قد فعل عليه السلام - فليس ذلك بنافع لكم شيئًا انتهى ‏(1)‏‏.
‏ وكأنه عليه السلام لما رأى عنادهم وإصرارهم على الكفر عرف أن الله سبحانه سيعاقبهم‏.
‏ كما هي سنة الله في خلقه أن من أعرض عن قبول الحق بعد وضوحه ودعوته إليه فإن ذلك علامة على نزول العقوبة به، ونوح عليه السلام قال ذلك لقومه لما طلبوا منه إيقاع العقوبة التي كان يخوفهم منها، فطلبوا منه إيقاعها بهم من باب التحدي له فبين عليه السلام لهم أن ذلك ليس بيده وإنما هو بيد الله‏.
‏ وأنه سبحانه إذا أراد عقوبتهم فلا راد لما أراده‏.