معنى قوله تعالى ومنكم من يتوفى ومنكم من يرد إلى أرذل العمر

المنتقى من فتاوى الفوزان ، الجزء : 2 عدد الزيارات: 64242 طباعة المقال أرسل لصديق

 ـ قال الله تعالى‏:‏ ‏{‏وَمِنكُم مَّن يُتَوَفَّى وَمِنكُم مَّن يُرَدُّ إِلَى أَرْذَلِ الْعُمُرِ لِكَيْلا يَعْلَمَ مِن بَعْدِ عِلْمٍ شَيْئًا‏}‏ ‏[‏سورة الحج‏:‏ آية 5‏]‏ ما معنى هذه الآية‏؟

‏ معنى هذه الآية أن الله سبحانه وتعالى لما ذكر خلق الإنسان وتطوره وقدرته سبحانه وتعالى على تنشئته وتنقله من طور إلى طور قال جل وعلا‏:‏ ‏{‏وَمِنكُم مَّن يُتَوَفَّى‏}‏ ‏[‏سورة الحج‏:‏ آية 5‏]‏ يعني‏:‏ في وقت مبكر من حياته ومنكم من يمدد في حياته ويزاد في عمره حتى يستكمله، ويرد إلى أرذل العمر بأن يبلغ منتهاه حتى ينتهي إلى حالة ضعف وحالة زوال الإدراك‏:‏ ‏{‏لِكَيْلا يَعْلَمَ مِن بَعْدِ عِلْمٍ شَيْئًا‏}‏ ‏[‏سورة الحج‏:‏ آية 5‏]‏ لأنه كان في إبان قوته ومراحل عمره المتوسطة بين الطفولة والهرم ذا علم وذا فطنة بعد مرحلة الطفولة وذا إدراك ثم يتضاعف هذا الشيء مع امتداد العمر حتى يفقد بالكلية ويعود إلى الحالة الأولى التي كان عليها أول الطفولة‏.
‏ فهذا فيه تذكير للإنسان بقدرة الله كما قال تعالى في آية أخرى‏:‏ ‏{‏اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن ضَعْفٍ ثُمَّ جَعَلَ مِن بَعْدِ ضَعْفٍ قُوَّةً ثُمَّ جَعَلَ مِن بَعْدِ قُوَّةٍ ضَعْفًا وَشَيْبَةً يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَهُوَ الْعَلِيمُ الْقَدِيرُ‏}‏ ‏[‏سورة الروم‏:‏ آية 54‏]‏‏.