تفسير قوله تعالىوَالْقَوَاعِدُ مِنَ النِّسَاءِ اللَّاتِي لا يَرْجُونَ نِكَاحًا فَلَيْسَ عَلَيْهِنَّ جُنَاحٌ...

فتاوى الشيخ ابن باز عدد الزيارات: 16109 طباعة المقال أرسل لصديق

يسأل عن تفسير قوله تعالى في سورة النور، بعد أعوذ بالله من الشيطان الرجيم:وَالْقَوَاعِدُ مِنَ النِّسَاءِ اللَّاتِي لا يَرْجُونَ نِكَاحًا فَلَيْسَ عَلَيْهِنَّ جُنَاحٌ أَنْ يَضَعْنَ ثِيَابَهُنَّ غَيْرَ مُتَبَرِّجَاتٍ بزينة))[النور:60] أرجو من سماحة الشيخ أن


هذه الآية الكريمة يراد منها العجائز اللاتي قد انتهت رغبتهن في النكاح فلا بأس أن يضعن ثيابهن، ولا يتحجبن تحجب الشابات إذا كن بهذه الصفة كما قال الله :وَالْقَوَاعِدُ مِنَ النِّسَاءِ اللَّاتِي لا يَرْجُونَ نِكَاحًا فَلَيْسَ عَلَيْهِنَّ جُنَاحٌ أَنْ يَضَعْنَ ثِيَابَهُنَّ غَيْرَ مُتَبَرِّجَاتٍ بزينة) فهما شرطان: كونها من القواعد، وكونها غير متبرجة بالزينة التي تدعو الرجال إلى الميل إليها والرغبة فيها، ثم بين سبحانه استعفافهن وإن كن قواعد خير لهن وأبعد من الفتنة، وهذا يبين لنا أموراً منها: أن الشابة ليس لها أن تضع ثوبها بل عليها أن تستتر به وأن تحتجب كما قال الله عز وجل : (وإذا سألتموهن متاع فسألوهن من وراء حجاب ذلكم أطهر لقلوبكم وقلوبهن) تستر بدنها وشعرها ووجها وأطرافها وهكذا قوله سبحانه (يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن ذلك أن يعرفن فلا يؤذين) والجلباب هو ما يطرح على المرأة فوق رأسها تستر به بدنها علاوة على القميص الذي عليها، وهكذا قوله جل وعلا : (وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن ويحفظن فروجهن ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها وليضربن بخمورهن على جيوبهن ولا يبدين زينتهن إلا لبعولتهن أو آبائهن أو آباء بعولتهن) ... الآية، فعليها أن تستر زينتها ولا تبدي زينتها إلا للمحارم كما بينهم الله عز وجل، والوجه من أعظم الزينة والشعر من أعظم الزينة، تستر بدنها تستر شعرها ووجها وأطرافها إلا عن محرمها وهو أبوها وعمها ونحوهما، أما العجوز التي لا تريد النكاح ولا تتبرج بزينة فلا حرج أن تطرح الثوب والجلباب الذي عليها فيبدو وجهها مثلاً ويبدو أطراف يديها فلا بأس بذلك، وقال بعض أهل العلم: حتى الشعر الذي هو شعر الرأس إذا كانت لا تشتهى وليست متزينة، ولا تريد النكاح، لكن مثلما قال الله عز وجل استعفافها خير لها ولو كانت كبيرة في السن، ولو كانت غير متزينة ولا متبرجة ولو كانت لا تريد النكاح، فإن كل ساقطة لها لاقطة، فينبغي للعجوز التعفف ولو كانت كبيرة في السن ولو كانت غير متبرجة، ولو كانت لا تريد النكاح كما قال ربنا عز وجل: (وأن يستعففن خير لهن) لكن لو كشفت وجهها أو طرحت عنها الجلباب الذي عليها وهي غير متبرجة ولا تريد النكاح وليس فيها فتنة بل كبر السن ظاهر عليها بحيث لا يميل إليها الرجال جاز لها أن تفعل ذلك بأن تكون مكشوفة الوجه ليس عليها الجلباب الذي يفعله الشابات ولكن كونها تفعل الجلباب وكونها تستر وتستر نفسها هذا خير لها وأكبر وأعظم في حقها وأبعد عن الفتنة.